الجمعة، رجب ٢٩، ١٤٢٩

التفكير المنظومي في إدارة تقنية المعلومات

التفكير المنظومي وسيلة تساعدنا على توسيع آفاق التفكير لدينا ورؤية العالم حولنا بشكل اشمل وتحديد وفهم المسببات الحقيقية للأحداث التي تقع من حولنا والتعامل معها بطريقة فعالة.
في السابق، كان المدراء يتعاملون مع وحدة من المنظمة لتطويرها وتنظيمها ومن ثم ينتقلون إلى وحدة إدارية أخرى. هذا الأسلوب الإداري انتج منظمات ذات وحدات إدارية منظمة عندما تعمل بمفردها ولكن غير مترابطة ولا تتكامل مع الوحدات الإدارية الأخرى. التفكير المنظومي يساعد المدراء على فهم العلاقة بين الجزء (الوحدات الإدارية) والكل (المنظمة) وكذلك فهم خصائص الأجزاء (الوحدات الإدارية) من خلال فهم ديناميكية الكل.
هذا ينطبق على مشاريع تقنية المعلومات والتي ما زالت تنفذ سواء التطبيقات او البنى التحتية كاجزاء منفصلة دون النظر الى الترابط بينها. فنجاح اي مشروع في تقنية المعلومات لا يقتصر فقط على استخدام افضل التطبيقات (Software) او الاجهزة من شبكات حديثة وغيرها (Hardware) بل يجب ان ننظر الى المستخدمين (Peopleware) وكذلك الاجراءات (Processware). فالمستخدمين وتفاعلهم مع تقنية المعلومات تشكل عامل نجاح رئيسي، لذا يلزم النظر للمستخدمين وبيئة عملهم وربط ذلك مع التطبيقات والاجهزة للوصول للحل المناسب لهم حتى يؤدوا اعماله بالشكل الصحيح. اجراءات العمل يتم اغفالها في جل مشاريع تقنية المعلومات مع العلم ان الاصل في معرفة اجراءات العمل والتاكد من ادارتها بشكل صحيح حتى يمكن تقديم الحل المناسب. وهنا يأتي دور الفكر المنظومي والذي يؤسس هذه العلاقة مع اجراءات العمل والنظر للمنظمة بشكل افقي وليس عمودي كما هو متعارف عليه الان.
وللتفكير المنظومي قواعد اساسية يحتاج كل مدير ادارة تقنية معلومات ان يطبقها حتى يستطيع النجاح داخل المنظمة التي يعمل بها. من اهم هذه القواعد ان مشاكل اليوم ناتجة عن حلول وضعت في الماضي وليس عن اخطاء، واقرب مثال على ذلك مشكلة العام الفين فهي كانت نتاج لحل مشكلة قلة وسائط التخزين في بداية تطوير الانظمة.
كلنا يعلم انننا لن نحصل على جملين صغيرين عندما نقسم جمل كبيرا او نحصل على جمل كبير بدمج جملين صغيرين. وهذه القاعدة في التفكير المنظومي يغفلها كثير من مدراء تقنية المعلومات حيث لاسباب معينه يقومون بدمج مشروعين او قسمة مشروع الى مشروعين مما يؤدي في الغالب الى فشلها. لذا عليهم ان ينظروا لمكونات المشروع من جميع الجوانب وكذلك العلاقة بين هذه المكونات حتى يكون تنفيذ المشروع ناجحاً.
حتى نفهم التغيرات التي تحدث من حولنا والنجاح في التعامل والسيطرة عليها، على كل مدير إدارة تقنية معلومات تغيير تفكيرة نحو التفكير المنظومي.

ليست هناك تعليقات: